السيدة وفاء سليمان تتحدث لــ"الشرق" في عيدي الام والطفل
تعدد نشاط اللبنانية الاولى لمناسبة عيدي الام والطفل وكان لها سلسلة كلمات ومواقف، إلا ان مما ننشره هنا يضيء على السيدة وفاء سليمان الام والزوجة الى جانب حضورها ومسؤوليتها قرب رئيس البلاد، ومن خلال دورها في رئاسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة التي تقول السيدة سليمان انها تعد مشروعاً لقانون الجنسية. وهي اذ تتحدث عن الدور الراسخ والحيوي والفعّال للمرأة اللبنانية تلاحظ ان المرأة العربية كانت على مستوى الاحداث المهمة التي عرفتها المنطقة. واعربت الرئيسة الاولى عن دعمها لـ«الكوتا» النسائية لتشجيع المرأة اللبنانية في الوصول الى مراكز القرار.
في الآتي كلام السيدة سليمان الذي خصّت به «الشرق» وشقيقتيها «نادين» و«نادين الام والطفل»:
*كيف تقوّمين دور المرأة اللبنانية في لبنان والمرأة العربية من خلال الربيع العربي؟
في مجالات كثيرة في لبنان، بات للمرأة وجود راسخ وفعال وحيوي، مقارنة بالعقود الماضية، كالإعلام والتعليم الجامعي والطب والعلوم النفسية والاجتماعية وغيرها. باتت جزءاً طبيعياً من دورة الحياة، والتفاعل الاجتماعي والانساني. هذا تحقق طبعاً نتيجة الانفتاح الذي عُرف به لبنان من جهة، ونتيجة النضال الطويل الذي خاضته المرأة من أجل حقوقها وتحسين ظروف واقعها. المسيرة لم تنته طبعاً، وما زال علينا مواجهة التمييز السلبي الذي ما زال يطاولها في القوانين وبعض الذهنيات.
أما في العالم العربي، وخصوصاً في البلدان التي شهدت تغييرات في الأشهر الأخيرة، فقد أظهرت المرأة أنها على مستوى الحدث، ولا تقل تأثيراً وفاعلية عن الرجل في المساهمة في تغيير الواقع والنضال من أجل الحرية والديمقراطية، وإن كان هناك بعض المخاوف اليوم من أن تستغل بعض التيارات موجة الأحداث الجارية للمسَّ بالمكتسبات التي راكمتها المرأة على مر السنين. ومع ذلك لدي قناعة بأننا سنصل إلى يوم تصبح المرأة فيه شريكاً كاملاً في التنمية والتطور في مجتمعاتنا العربية.
*ماذا أضاف لك لقب السيدة الأولى؟ وماذا علمتك السلطة؟
لم يضف لقب السيدة الأولى اي جديد على طبيعتي وشخصيتي، لكن هذه التجربة ربما علمتني ان اكون صبورة أكثر، ولدي ارادة أقوى، اضافة الى المثابرة والجهد في العمل والعطاء.
*بصفتك رئيسة للهيئة الوطنية لشؤون المرأة ما هي الانجازات التي حققتها الهيئة؟
أعمالنا متعددة، منها ذات الوجهة القانونية، والمؤسساتية، والتواصلية، وذات الوجهة الاجتماعية والاقتصادية، الى اعمال حملات وانشطة متفرقة.
على الصعيد القانوني: عملت الهيئة على: تحديث الإستراتيجية الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.
تقدّمت الهيئة بمشاريع قوانين تعديلية كثيرة تطاول التمييز ضد المرأة منها على سبيل المثال لا الحصر طلب تعديل قانون الضمان الاجتماعي لجهة تعويض المرض والأمومة وباب التعويض العائلي وإجازة الامومة وتعويض الأمومة، قانون رسم الإنتقال وضريبة الدخل وغير ذلك...
عملت الهيئة على الاستحصال على موافقة جمعية المصارف على دراسة أعدتها الهيئة تسمح للوالدة بفتح حساب إئتمان باسم ولدها القاصر.
أيضاً طلبت الهيئة إقرار رفع خانة الوضع العائلي عن إخراج القيّد الفردي والهوية للنساء أو الرجال، على أثـر دراسة قانونية أعدتها الهيـئة، وتم إقرار وزير الداخلـية والبلديـات (بعد إستشارة هيئة التشريع والإستشارات) إعطاء الخيار للنساء أو الرجال على السواء، لرفع خانة الوضع العائلي عن اخراجات القيّد الفردية كما الهويات (وذلك لتجنب ما يصيب هؤلاء من ضرر نفسي نتيجة ذكر أنهنّ «مطلقات» أو عبارة «فسخ زواج»).
ساهمت الهيئة بدراسة قانون العنف الأسري.
تعد حالياً مشروع قانون يتعلق بقانون الجنسية.
ووضعت إستراتيجية قانونية شاملة تتعلق برفع مواضع التمييز ضد المرأة في القوانين اللبنانية، وذلك على صعيد قانون العقوبات، وتتضمن جرائم الشرف واحكام الزنى والاغتصاب والاجهاض والبغاء، وقانون الاحوال الشخصية، والولاية، القيمومة، الوصاية، سن الزواج، العلاقة الزوجية، الطلاق، حضانة الاولاد، والمساواة في الارث. وقانون العمل والضمان الاجتماعي، وقانون ضريبة الدخل، وقانون رسم الانتقال، وقانون موظفي الدولة ونظام التعويضات والمساعدات، وقانون التجارة البحرية، وقانون الجنسية.
أطلقت الهيئة العديد من الحملات على صعيد الوطن منها لتشجيع النساء على المشاركة في الحوكمة المحلية، والحملة الوطنية لتنزيه التشريعات التمييزية والمجحفة ذات الأثر الإقتصادي السلبي على المرأة.
أيضاً وقّعت الهيئة على عدّة بروتوكولات تعاون لتشجيع المرأة في العديد من المجالات: مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت، ومع الجامعة اللبنانية الاميركية ومع مصرف فرانسبنك.
استحصلت الهيئة على رخصة إعطاء ميكروكريدي بواسطة المصارف من قبل مصرف لبنان.
*هل السيدة الأولى مع «الكوتا النسائية» وكيف تؤثرين على القرارات السياسية في هذا المجال؟
بالطبع أنا مع الكوتا النسائية ولتشجيع المرأة اللبنانية الوصول الى مراكز القرار، ولكن أنا اعتبر ان الكوتا النسائية يجب أن تكون مرحلة كي يتاح للمرأة اظهار وابراز قدراتها في المجتمعات السياسية والحقوقية. وبصفتي رئيسة للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، أحاول العمل مع اللجان اللبنانية البرلمانية المختصة في هذا الأطار بهدف تطوير القوانين المتعلقة بالمرأة وحقوقها بشكل عام. ومن موقعي كسيدة أولى، أعمل على تشجيع المضي في هذا الاتجاه.
*ما هو الدور الذي تلعبينه في مسألة الطفولة ودعم الأطفال المشردين والمعوقين؟
كسيدة أولى أهتم بشكل خاص بالشق الاجتماعي لرئاسة الجمهورية حين أقوم بزيارات متعددة لجمعيات أهلية واجتماعية تعتني خصيصا بالأطفال والمعوقين والمشردين. وفي هذا الاطار أقوم بالاطلاع شخصيا على تفاصيل التعاطي الاجتماعي والصحي مع هؤلاء الأطفال كونهم سيمثلون مستقبل الجيل الصاعد والمثقف كما سيواكبون تطورات الحياة الاجتماعية والمدنية. كذلك كل ما نقوم به، ربما غير كاف ولايلبي طموحاتنا ونظرتنا لجيل متطور، انما ضمن امكانياتنا نقدم دعمنا ومساعدتنا المستمرة لهؤلاء الأطفال.
*مع من ارتبطت بصداقات نسائية لسيدات رؤساء جمهورية من خلال الزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس ميشال سليمان؟
لقد تسنى لي من خلال الزيارات الرسمية المتعددة التي أقوم بها الى جانب رئيس الجمهورية، منذ بداية العهد الى اليوم أن ألتقي بصورة خاصة مع العديد من عقيلات رؤساء الدول ومعظم هذه اللقاءات تميزت بالطابع المحبب والمفيد حيث كان لكل سيدة أولى التقيتها وشخصيتها المميزة وطريقتها الخاصة في اداء رسالتها. وطبيعي انني التقيت بشكل مكثف السيدات الأول العربيات حيث لدينا أهداف مشتركة تتعلق بدور المرأة في مجتمعاتنا العربية وأيضا من خلال المؤتمرات واللقاءات التي تتولاها منظمة المرأة العربية. ويمكنني التأكيد أنني أرتبط مع جميعهن بعلاقات مودة طيبة.
*هل السيدة الأولى تواكب تربية احفادها ؟
أواكب بقدر المستطاع تربية أحفادي وأسأل عنهم دائما، وكلما سنحت لي الظروف أحاول رؤيتهم وتمضية الوقت معهم. ولكن لا أتدخل بتربيتهم انما أعطي الحرية لبناتي في ذلك، واذ أرادوا بعض النصائح فإنني أوفرها.
*يحكى عن علاقة حب قوية ربطتك في بداية علاقتك بالرئيس ماذا تذكرين منها وهل ما زال الحب الأول هو نفس اليوم برأيك؟
بالطبع ان الحب كان في أساس العلاقة التي جمعتنا الى بعضنا البعض وقد تطور مع الوقت والسنوات التي نمضيها معا ليعمق التفاهم القائم بيننا على أسس تحمل المسؤولية المشتركة والتكامل. ويمكنني أن أقول أن علاقتنا توطدت أكثر فأكثر خصوصا من خلال العائلة التي كوناها على أسس القيم نفسها التي انطلقنا منها وركيزتها الاحترام المتبادل.
*ما الفارق بين الرئيس المسؤول والرئيس الأب والزوج؟
لم تتبدل شخصية زوجي عندما أصبح رئيسا للجمهورية. فالرئيس ما زال الأب الحنون والجد العطوف والزوج المحب والمحترم. وهو يصر على رؤية أحفاده كلما سنحت له الظروف مستغلا دوما أوقات اللقاء بهم ليعبر لهم عن مدى تعلقه بهم وفرحه برؤيتهم يكبرون في ظل نظره.
*من يشرف على أناقتك؟
أتذوق الموضة وأتابع المصممين العالميين واللبنانيين كما أختار ملابسي حسب ذوقي، فأنا كلاسيكية في طبيعتي.
*هل تعتبرين ان المرأة العربية شاركت وناضلت في الربيع العربي لاسيما وان هناك جوائز حصدتها مثل جائزة نوبل للسلام؟
بالتأكيد ان للمرأة العربية الدور المميز في الربيع العربي، وقد وقفت الى جانب الرجل في المطالبة بالحرية والديمقراطية وبحقوق الشعوب في تقرير مصيرها. كما ناضل الكثير منهن وحصدن جوائز مهمة في العالم كالسيدة اليمنية التي حصدت جائزة نوبل للسلام. والمهم أن تتمكن من المحافظة على دورها الرائد.
*هل من هوايات مفضلة للسيدة الأولى؟
بالتأكيد فأنا أحب السباحة كثيرا وأمارس رياضة المشي والقراءة وأعتني بشكل مباشر بكل ما له علاقة «بالديكور» فأتابع جديد المعارض والمجلات المتخصصة في هذا الشأن. وللأسف ليس لدي الوقت الكافي لأمارس هواياتي حسب ما أشاء.
*هل تشرفين شخصيا على تحضيرات المآدب الرسمية في القصر؟
نعم أتابع شخصيا تحضيرات المآدب الرسمية. فأعتني ليس فقط بلائحة الطعام بل أيضا بزينة الطاولات وبالتفاصيل الدقيقة التي من شأنها اضافة المهابة على أناقة الاحتفالات.
*ما الرسالة التي توجهينها الى امهات لبنان لمناسبة عيد الام؟
في الحقيقة، لديَّ ايمان كبير بجوهرية العائلة في تأسيس مجتمعات سليمة، وما يقلقني اليوم هو الشعور بازدياد المشاكل والتفكك داخل العائلات اللبنانية، وهذه مشكلة كانت غريبة نوعاً ما عن مجتمعنا الذي عُرف بتماسك روابط عائلاته. رسالتي إلى الأمهات هي أن يعملن قدر المستطاع على الحفاظ على الخلية العائلية، وأن يبقين السند والمرجعية ومصدر الحنان والعطف لأولادهن، بوقتهن واهتمامهن وأمومتهن التي لا تعوَّض، لأن كل الدراسات تثبت أن أي خلل في العائلة، وفي دور الأمومة، وطبعاً في دور الأبوة في الوقت ذاته، لا بد أن ينعكس انحرافاً ومشاكل نفسية وأخلاقية لدى الأبناء. وانني أغتنم هذه المناسبة لتوجيه معايدة قلبية الى كل أم في لبنان مقدرة دورها وحضورها كما أتوجه بالمعايدة الى كل الذين فقدوا أمهاتهم علّ هذه المناسبة تحمل لهم عطفاً وحناناً يذكرانهم بأن أمهاتهم لم يفارقنهم بل لا يزلن يحنون عليهم من عليائهن.