كلمة السيدة سليمان في حفل افتتاح معرض رمضانات بيروتية
نحتفل الليلة بالتراث، ونحتفل بالفن والحضارة والقيم. إنها ليلة مميزة في أجواء رمضانية مفعمة بالأمل، والروح العائلية، والتلاقي بين جميع اللبنانيين في الخير والمحبة.
كم هي عزيزة على قلبي وقلوبكم هذه المناسبات التي نتواصل فيها مع ذواتنا، ونحتفي بالحياة، ونؤكد تمسكنا بهويتنا الحضارية والروحية الأصيلة، التي بدونها يفقد لبنان تميزه، وخصائصه، وإشراقة المستقبل.
فتحيةً من القلب إلى مؤسسة مخزومي بشخص السيدة مي مخزومي، وكل من ساهم في جعل هذا الحدث ممكناً، على هذا المعرض المميَّز، الذي يجمع الحرفة مع الفن، والتراث مع الثقافة، والعمل الانساني والتضامن مع التواصل الخلاق بين لبنان ومحيطه العربي والاسيوي.
رمضانيات بيروتية، هو محطة تبعث في كل النفوس رسالة رجاء وتفاؤل. فالكل في لبنان يتوق إلى أن يمتدَّ الشهر الفضيل بما يحمله من تطلع إلى الله تعالى، وانصراف الانسان إلى ترميم جسور الأخوَّة بين البشر، إلى باقي أيام السنة. فيشعر اللبنانيون فعلاً أنهم أعضاء في عائلة واحدة، لا همَّ لهم سوى مصلحة بلادهم، وابقاء جذوة الفرح والحياة مشتعلة في القلوب، وذلك بالرغم من المصاعب والتحديات التي سيتخطونها بمشيئة الله، وبوعيهم واخلاصهم للوطن.
ولا يسعني إلا أن أشكر كل الدول المشاركة، على ايمانهم بقدرة وطننا على النهوض من كل الكبوات والعثرات، أكثر تمسكاً بالأسس والمبادئ التي نشأ عليها، ليظلَّ نقطة إشعاع إنساني لشعبه والعالم أجمع.
ها هنا نموذج حيٌّ عن صورة لبنان المشرقة، وعن الروح العائلية التي ما زالت تشكل حجر الزاوية في بنيان مجتمعنا، ولحمته، وهنائه.
وكلي ثقة بأن هذه الفسحة من الفن والتراث والغنى الروحي، ستجعل اللبنانيين أكثر قدرة على الأمل وتجذراً في وطنهم.
وشكراً لكم.