حضور السيدة الاولى حفل افتتاح مركز تدريب خاص بالمرأة في بعقلين
افتتحت اللبنانية الأولى رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة وفاء سليمان مركز تدريب خاص بالمرأة في مقر اتحاد بلديات الشوف- بلدية بعقلين في إطار التعاون مع مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية. وحضر الى جانب السيدة الأولى كل من الوزيرة أليس شبطيني العم، النائب مروان حماده، نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية، الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده، الوزيرة السابقة السيدة منى شويري عفيش، السيدة نورا جنبلاط ورئيسة اتحاد بلديات الشوف السويجاني السيدة نهى الغصيني عدد من رؤساء ورئيسات البلديات في المنطقة، مسؤولين في المؤسسات الرسمية وناشطين وناشطات في المجتمع المدني المحلي.
بداية النشيد الوطني اللبناني وكلمة لعريف الاحتفال مدير المكتبة الوطنية في بعقلين، السيد غازي صعب الذي رحب بالحضور. ثم أشارت السيدة نهى الغصيني الى أن أول نشاط للمركز يهدف إلى إنشاء جمعیة لمنتخبات المحلیات تهدف إلى جمع الخبرات المحلية، رجالاً ونساءً، والتداول بھا من أجل حض النساء على خوض غمار العمل البلدي والاستفادة من تجارب السیدات اللواتي خضن ھذه التجربة في لبنان وخارجه. وأضافت أنه من أجل إنجاح هذا المشروع، سيتم التنسيق الدائم مع الشباب ومع الرجال المؤمنين بقضايا المرأة، والمستعدين إلى مساندتها كي تصبح أساسية في القرار إلى جانب الرجل، وتثبت أن نجاحها هو نجاح للمجتمع بأسره.
من جهتها أشارت عضو المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، د. فاديا كيوان، ، أنه تم حتى تاريخه إنشاء ستة مراكز تدريب في المناطق هي التالية: المركز الرئيسي في بعبدا، ومراكز اتحادي البلديات في كل من القيطع/عكار وجزين ومراكز حدث بعلبك والشياح وشبعا. وهذا المركز في بعقلين هو السابع في هذه السلسلة. وأكدت أن هذا المركز لن يكون الأخير لأن إرادة الحياة والتطوير والنهوض لدى المرأة اللبنانية لن تهدأ قبل أن نصل إلى المساواة التامة في الحقوق بين الرجل والمرأة في كل الميادين، من الأسرة إلى التمثيل السياسي، إلى التمثيل في وكالات الأمم المتحدة. وقالت أن قضية المرأة هي قضية إنسانية ومجتمعية في آنٍ. وسيأتي يوم ستكون فيه السلوكيات الاجتماعية والعقليات والتشريعات والمبادئ العامة الدستورية، مبنية بشكل بديهي على مبدأ المساواة التامة بين الجنسين وتوفير تكافؤ الفرص بينهما.
وأضافت يأتي عملنا في تدريب النساء سعياً لتمكينهن اقتصادياً كي لا يبقين عالة على الأب أو الأخ أو الزوج أو الابن. ويجب أن تقتنع المرأة بداية بأن الأسرة ملك مشترك ومسؤولية مشتركة للزوجين وليس إمبراطورية خاصة بها أو سجن لها من دون سواها، وهذا الموضوع يستوجب البحث الجدي في التغيير الواجب إحداثه في الأدوار الاجتماعية للجنسين لننتقل من " الأدوار الطبيعية " للمرأة و" الأدوار الطبيعية " للرجل إلى المساواة التامة بينهما والشراكة الحقيقية والحّرة والصادقة في بناء الأسرة كما في بناء المجتمع.
وأكدت السيدة ليلى الصلح في كلمتها على التعاون القائم بين مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية والهادف إلى المساهمة في تطوير أوضاع المرأة في لبنان. وقالت أن "النداء لتحرير المرأة ليس هواية بل رسالة". إنما "ففي حياة كل لبناني ولبنانية شيء من الموت. موت الوطن وهذا العذاب بلا طائل أقسى ما فيه ونحن ضحيته أننا نحمل أيضا تبعة حصوله وتبعة تحمله والعجز والاستسلام أمامه. فلماذا لا تكون كل ساعة تذكراً وألماً مثل هذه الساعة مولد قوة في المرأة اللبنانية للتحرك نحو لبنان لا تكسوه الدموع إنما تمده بالفعل والقدرة على قهر المحنة، تشمخ فيه القيم ويشع فيه الفكر وتدب فيه روح التجدد.هذا هو دور المرأة اليوم وهي اليوم
الابنة والزوجة والأم لكل رجل سياسي، عالم واقتصادي، اجتماعي ومحازب وعامل وحتى مقاتل".ودعت السيدة الصلح النائب وليد جنبلاط لان يكون "المصلح الأول على صعيد الأوطان".
وشددت السيدة الأولى وفاء سليمان على أبرز انجازات الهيئة الوطنية بالتعاون مع مختلف الشركاء منها "حملة حماية المرأة من الزواج المبكر"والحملة الوطنية لتنزيه القوانين ذات الأثر الاقتصادي من الأحكام التميّيزية ضد المرأة والتي توصلت الهيئة عبرها إلى تعديل سبعة قوانين كان آخرها إقرار الهيئة العامة لمجلس النواب رفع إجازة الأمومة للنساء العاملات في القطاع العام والخاص إلى عشرة أسابيع ووضع استراتيجية وطنية للمرأة في لبنان وخطّة عمل. أما بالنسبةالى مركز الجديد فأشارت السيدة سليمان الى أن انشاءه يقع ضمن رؤية متكاملة تعمل عليها الهيئة الوطنية منذ سنوات، لنشر وتعميم مراكز لتدريب المرأة في كافة المناطق اللبنانية، تسهم في تمكينها على مستويات مختلفة، وتعزيز مهاراتها في ميادين التنمية وبناء القدرات.
كلمة السيدة سليمان
وألقت السيدة سليمان كلمة جاء فيها:
أيها الحضور الكريم،
نلتقي هنا اليوم في بلدة بعقلين العزيزة، لتدشين مركز جديد لتدريب النساء، أنشأته الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، ضمن رؤية متكاملة تعمل عليها منذ سنوات، لنشر وتعميم مراكز لتدريب المرأة في كافة المناطق اللبنانية، تسهم في تمكينها على مستويات مختلفة، وتعزيز مهاراتها في ميادين التنمية وبناء القدرات.
إنه حدث سعيد نحتفل به معاً اليوم، يجعلنا أكثر ثقة بالمستقبل، وأكثر قدرة على تحقيق التوازن الاجتماعي والانساني في بلدنا. وما كان لهذا الحدث أن يتحقَّق لولا الدعم الذي قدمته مؤسسة الوليد بن طلال، وعلى رأسها السيدة الفاضلة ليلى الصلح، التي تشاركنا الإيمان بضرورة مواكبة مسيرة المرأة ونهوضها بمزيد من المسؤوليات والأعباء في الحقل العام، وتعميق مشاركتها الفاعلة في تحقيق تطور مجتمعها والمحافظة على إرثه الحضاري.
ايها الحضور الكريم،
نعيش في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، في ورشة عمل دائمة، تجعلني اشعر بالاعتزاز، لما نضيفه من مداميك في نضال المجتمع المدني، من اجل تعزيز قدرات المرأة، وازالة الشوائب عن واقعها. هذا المجتمع، الذي ينبض بالحياة في كلّ الميادين، والذي لولاه، لكان مجتمعنا فاقداً لعناصر عديدة من الحيوية والابتكار، ومفتقراً الى الكثير من الخدمات الانسانية، والاجتماعية، والصحيّة. فمعه، اطلقنا حملات وطنيّة عدّة، كان آخرها "حملة حماية المرأة من الزواج المبكر" في مناسبة يوم المرأة العالمي.
كذلك، تمكّنا في الهيئة من تحقيق عددٍ من الخطوات والمشاريع المتقّدمة، بالتعاون مع جمعيات ومرجعيات مختلفة، جارتنا في اهدافنا التي تسهم بشكل اساسي، في تعزيز تطور مجتمعنا وتوازنه. وبروح التعاون والدعم المتبادل، اطلقنا الحملة الوطنية لتنزيه القوانين ذات الأثر الاقتصادي من الاحكام التميّيزية ضد المرأة، ووضعنا استراتيجية وطنية وخطّة عمل لها في لبنان، بالتعاون مع الجمعيات الاهليّة والقطاع الرسمي، وأطلقنا الحملة الوطنية لتشجيعها على خوض الانتخابات البلديّة والنيابيّة، وبوابة الكترونيّة خاصّة بها، ودليلاً الى معرفة احوال المرأة، وغيرها من المشاريع والحملات. واذكّر كذلك، بمطالبة الهيئة الدائمة بإقرار قانون العنف الأسري في مجلس النواب، وهو ما تحقق أخيراً، واقرار اللجان النيابية التعديلات الخاصة بقانون العقوبات، والضمان الاجتماعي، التي تقّدمت بها الهيئة. ومن المطالب الحيوية، التي تمسُّ الكثير من النساء في لبنان، إقرار قانون جديد للجنسية، يتيح للزوجة منح الجنسية اللبنانية لزوجها الاجنبي واولادها، وهو مطلب، بات تحقيقه امراً انسانياً ملّحاً.
وآخر انجاز تمكنت الهيئة من تحقيقه، كان إقرار الهيئة العامة لمجلس النواب رفع اجازة الأمومة إلى عشرة أسابيع.
انّنا، ومن خلال مراكز التدريب في المناطق، نسعى الى نشر انشطة الهيئة الوطنية، وإنفاذ برنامج عملها على مساحة الوطن، فعسى ان تتعاون كامل فاعليات المنطقة مع الهيئة الوطنية، لتحقيق هذا الهدف. وخير مثالٍ على الاندفاع، هو الجهد الخاص، الذي بذلته رئيسة الاتحاد الاستاذة نهى العصيني، في سبيل انشاء مركز التدريب الخاص بالمرأة الذي نحتفل بتدشينه اليوم.
اخيراً، شكري الخاص الى رؤساء اتحادات البلديات، ورؤساء البلديات، الذين ساعدوا في انشاء مراكز التدريب الخاصة بالمرأة، وندعوهم الى تفعيل هذه المراكز لجهة انشاء لجان بلدية متخصّصة، تقّر برامج بلدية خاصّة، لتمكين المرأة على كافة الأصعدة بالتعاون مع الهيئات الأهلية النسائية في المنطقة. وأؤكد في هذا السياق انّ الهيئة الوطنية هي على استعداد دائم للمساعدة في هذا المجال. وارجو ان يكون اطلاق هذا المركز اليوم، مؤشراً ايجابياً لإنجاز المزيد من البنى التحتية الواجبة، لتعزيز قدرات المرأة الريفية، وتأمين حقوقها الصحية، والاجتماعية، والتربوية، وغيرها.
وعسى ان نشهد ما يحقّق احلامنا والتطلّعات في المستقبل القريب.
عشتم! عاشت المرأة اللبنانية! عاش لبنان!