مركز وقائي من المرض الأول القاتل قبل السرطان: "يدنا" لصحة قلب المرأة احتفل بسنته الأولى
مرّ عام على افتتاح "يدنا"، اول مركز يعنى بصحة قلب المرأة، أرادت من خلاله رئيسة المركز السيدة وفاء ميشال سليمان ان تسلط الضوء على الطب الوقائي للمرأة اللبنانية ما فوق الـ45 عاماً من امراض القلب والشرايين، وتنبيهها المبكر من امكان اصابتها بها.
وطالما اعتبرت السيدات انهن محميات من مرض القلب لأنه مرض ذكوري، الى ان اتت الدراسات واظهرت العكس: امراض القلب والشرايين لدى النساء هي المسبب الاكبر لوفاتهن، قبل الامراض السرطانية.
وعلى هامش اللقاء الاعلامي في مركز "يدنا" أمس والذي تخللته زيارة على الاقسام كافة، تحدثت سليمان الى "النهار" قائلة: "بعد مرور عام عرفنا حاجاتنا في شكل افضل، ونحن نعمل على تحسينها، البداية كانت جيدة في سنة الانطلاق، لكن يلزم مجتمعنا الكثير من التوعية التي سنكثفها هذه السنة، لتهتم المرأة بصحتها اكثر وتستبق الامراض بالوقاية".
وشددت على اهمية التوعية الاعلامية في المواضيع التي تركز على صحة الانسان. وقالت ان المركز يقدم الدعم لكل الفئات من خلال التوعية والكشف المبكر والفحوص الشعاعية والمخبرية التي تجرى بالكامل في أقل من ساعة في المكان نفسه، كما يقوم بالبحوث العلمية، ويوفر الخدمات الطبية المرافقة من وقف التدخين والحمية الغذائية. وهناك أكثر من ٦٠٠ سيدة استفدن من خدماته، و47 في المئة من الفحوص كشفت عن حالات تكلس للشرايين التاجية، ونحو ٢٥٠ من السيدات لم تكنّ على علم بأنهن يعانين مشكلة في القلب، و١٢ في المئة كنّ في خطر واحتجن الى فرض بروتوكول للوقاية القصوى وفحوصات اضافية. وقالت ان المستفيدات توزعن على 3 فئات: الاولى غير الميسورات واللواتي لا يستفدن من اي تغطية صحية فتدعم المؤسسة الكلفة بالكامل، والثانية اللواتي لا يستفدن من تغطية كاملة، فتدعم المؤسسة فرق الكلفة بالكامل، والثالثة الميسورات ويدفعن اقل بنحو 20 في المئة من الكلفة التي يعتمدها الضمان.
وأوضحت مديرة المركز السيدة زينة جمّال ان اللقاء هو لإطلاع الإعلاميين على المراحل التي مرّ فيها المركز وأبرز الإنجازات.
وسلّط الاختصاصي في امراض القلب البروفسور أنطوان سركيس الضوء على اعراض هذا المرض الصامت والقاتل الاول للمرأة. وتحدث عن "يدنا" المركز الرائد والمتخصص بصحة قلب المرأة، الذي جمع تحت سقف واحد أحدث الاكتشافات التكنولوجية والبروتوكولات العلاجية المصممة بعناية من خلال تعاون مع كليتي الطب في جامعة القديس يوسف والجامعة الاميركية. وقال ان سبب انطلاق المركز هو اعتقاد النساء أنهن غير معرضات فيدخنّ ويزداد وزنهن، كما يعتقدن ان سرطان الثدي هو المرض الاول الذي يصيبهن. من هنا كانت اهمية العمل على العلاج المبكر والحاجة لتفادي المشكلات التي تنتج عن المرض. واعتبر ان الإحصاءات مثيرة للقلق وتدل على ان مبادرات الوقاية ادت الى خفض المشكلة عند الرجال وليس عند النساء، وان امراض القلب والشرايين مسؤولة عن ثلث الوفيات عند النساء، اي ٩ مرات أكثر من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي، و64 في المئة منهن لم تظهر لديهن اي اعراض سابقة من هنا اهمية الوقاية والكشف المبكر.
وتحدث عن المراحل الثلاث لتصلب الشرايين: الشريان السليم ويمر الدم من خلاله بسهولة، ومع عوامل الخطر تبدأ الترسبات من الكولسترول والدهنيات على جدار الشرايين وهي مرحلة التكدس قد تستمر نحو ٢٠ سنة وهي مرحلة صامتة، ومن الممكن ان يؤدي التكلس الذي يصل الى نحو ٧٠ في المئة، الى تعب عند القيام بالمجهود يتوقف عند الراحة، وهذه هي الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة، وأي جرح بالشريان قد يؤدي الى ذبحة قلبية، التي تتم فجأة، و١٠ في المئة من المرضى سيتوفون جرائها، ومن هنا صعوبة التشخيص.
وعدّد الأسباب المؤدية لمشكلات القلب والشرايين ومنها ارتفاع الضغط، والتدخين، وارتفاع السكري، وارتفاع الكولسترول السيئ وانخفاض الكولسترول الجيد، والبدانة والأعراض الاستقلابية والبدانة الوسطية، ونمط حياة غير سليم، والضغط النفسي، يضاف اليها عند النساء الحمل ومرحلة انقطاع الحيض. لذلك تحتاج النساء الى توعية ووقاية وتشخيص مبكر، ولهذا السبب تأسس المركز ليحسّن صحة قلب المرأة ولسد فجوة في الطب الوقائي.
رلى معوّض - النهار 30\10\2014