ميشال سليمان : سيكتب التّاريخ أنّه أسّس لحياد لبنان وإستقراره
يُسجَّل لرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، أنه حقّق إنجازات في أحلك الظروف وغادر قصر بعبدا رافضاً التمديد رغم كل الظروف التي كانت محيطة بالبلد آنذاك، وسلّم اقتصاداً سليماً معافى، وكان خلال عهده على تماس مباشر ومسافة واحدة مع سائر الأطراف والمكونات السياسية، ولم يُقحم الرئاسة الأولى في أي اشتباك سياسي أو مساجلات مع هذه الجهة السياسية وتلك، بل أعطى الرئاسة حقّها وهيبتها وحضورها. وعلى هذه الخلفية يتذكّر الجميع عهده الميمون، كيف لا وهو من كان وراء “إعلان بعبدا” الذي أخذت بكركي من روحيته الحياد الإيجابي الوطني الصرف، فهذا الإعلان الذي أجمعت عليه كل القوى السياسية والحزبية ومن ثم تنكر له البعض إنّما هو من بصمات وجهود الرئيس ميشال سليمان، وما زال الإعلان المذكور صالحاً اليوم وفي أكثر من أي وقت مضى، ولم تم تطبيقه حينذاك والتزم به من انقلب عليه لكنا تجنبنا الكثير الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية، ناهيك بالأمن والاستقرار.
لقد قضى الرئيس ميشال سليمان ستّ سنوات في قصر بعبدا، حفلت بالأمن والاستقرار والحفاظ على الليرة اللبنانية، دون أي حصول أي أزمات اقتصادية واجتماعية، إضافةً إلى العلاقة الوطيدة مع الأشقاء والأصدقاء، فكانت هذه العلاقة موضعَ احترام وتقدير للرئيس سليمان من كل العرب والغربيين وسواهم، وبالتالي لم يساوم على أي تنازلات مع العدو الإسرائيلي وسواه بل كان عهده عهداً وطنياً بامتياز، وقد أثبتت كل الوقائع وما حصل بعد مغادرته قصر بعبدا مدى نظرته الثاقبة ورؤيته الواضحة للبلد وسيادته واستقلاله وأمنه واقتصاده وعلاقاته. ومن هذا المنطلق فإنّ عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان كان مثالاً يحتذى في الممارسة والوطنية وبُعد النظر وبقاء لبنان وطناً، بعدما وصلنا اليوم إلى انهيارات مالية واقتصادية واجتماعية وسياسية.
وأخيراً، فإن عهد الرئيس ميشال سليمان سيبقى في ذاكرة اللبنانيين، على الرغم من الصعاب والخلافات السياسية التي كانت سائدة وما زالت، إنّما استطاع بحكمته تدوير الزوايا والحفاظ على العناوين السيادية والوطنية والاستقلالية، والأهم الحفاظ على الاقتصاد والوضع المالي والشفافية.