طاولة الحوار اليوم قفز فوق الحكومة ومخالفة ميثاقية؟
المركزية:
طاولة الحوار اليوم قفز فوق الحكومة ومخالفة ميثاقية؟
المركزية – كانت تنقص دعوة رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل لعقد طاولة حوار "لتشتعل" على جبهة بعبدا – بيت الوسط وتنطفئ محركات الأمل التي أدارها الرئيس نبيه بري من خلال المبادرة التي أطلقها ودعمها حزب الله، وبات مؤكدا أنها انتهت. ما بعدها، لا حكومة ولا تأليف ولا حتى اعتذار... وإذا صح أن باسيل أيّد مبادرة بري فلماذا الدعوة اذا لعقد طاولة حوار؟
أول طاولة حوار عقدت في مجلس النواب برعاية الرئيس نبيه بري كانت في العام 2006 في عهد الرئيس إميل لحود.وفي 16 أيلول 2008 عقدت ثاني طاولة حوارفي عهد الرئيس ميشال سليمان وفي العام 2012 جدد الدعوة بهدف بحث ملف الاستراتيجية الدفاعية والسلاح المنتشر على الأراضي اللبنانية، وأفضت إلى اتفاقٍ عُرف بـ"إعلان بعبدا" الذي شدّد على النأي بالنفس وتحييد لبنان. وعلى رغم توافق الأفرقاء على بنود الإعلان، لم يتحقق منه بند واحد. فهل جاء طرح الحواراليوم في التوقيت الخطأ وهل يحمل في خلفياته سيناريو بديلا عن الحكومة؟
مصادر القوات أكدت أن دعوة باسيل لعقد طاولة حوار "لا تزال في إطار "الفكرة" ولم تأخذ طابعا رسميا وبالتالي تجد القوات نفسها غير ملزمة في اتخاذ أي موقف أو قرار بالمشاركة أو عدمها. وفي طبيعة الدعوة للحوار اعتبرت أن إذا كانت تتمحور حول عقدة تشكيل الحكومة فحزب القوات غير معني لا من قريب ولا من بعيد بالتشكيلة والحكومة، وهو يدعو منذ أكثر من عام لإنتاج سلطة جديدة. وكان من الأجدى الذهاب إلى تقصير مدة ولاية مجلس النواب سيما وأن هناك مشروع قانون في هذا الشأن، بدلا من هدر الوقت تارة على إرسال رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأخرى في جلسة نقاش في مجلس النواب واليوم يأتي طرح عقد طاولة الحوار كفرصة أخيرة".
فشل كل المحاولات على خط بعبدا والبياضة وحتى الوساطات الدولية يؤكد أن الخطوط انقطعت تماما بين بعبدا وبيت الوسط "والحل يبقى في تحكيم الناس وليس القوى السياسية على غرار ما يحصل في أي دولة عندما تصل إلى انسداد في الأفق فيكون الحل بإنتاج سلطة" . وتختم المصادر:" لو لم تكن هناك مبادرة مطروحة من قبل الرئيس بري، لكانت فكرة عقد طاولة حوار قابلة للنقاش أو التطبيق. لكن الواضح أن طرحها هو بمثابة التفاف على المبادرة. والمؤكد بعد حرب البيانات التي اشتعلت بين المستقبل والتيار أن لا مجال للتلاقي بعد اليوم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. حتى زيارة البطريرك الراعي اليوم إلى قصر بعبدا لن تساهم في سحب فتيل الإنفجار بين عون والحريري لأن القصة باتت انعدام ثقة وقلوبا مليانة".
مصادر واكبت طاولات الحوار في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان أعتبرت أن دعوة باسيل لعقد طاولة حوار تهدف إلى أمر واحد، الجلوس إلى طاولة واحدة مع الرئيس المكلف سعد الحريري واستعادة هوية قصر بعبدا الذي سلبته ممارسات العهد والمحيطين به. وفي التوقيت اعتبرت المصادر أن الغاية من طرح فكرة طاولة الحوار في هذه المرحلة المأزومة سياسيا وإقتصاديا هي القفز فوق الحكومة واتخاذ القرارات عبر طاولة الحوار وفي ذلك مخالفة ميثاقية لأن عملية تشكيل الحكومة من صلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وليس رؤساء الكتل".
لا تخفي المصادر أهمية الحوار"لكنه جاء في التوقيت الخطأ، وكان من المفروض أن يدعو الرئيس عون إلى عقد طاولة حوار منذ اليوم الأول على تسلمه مهام الرئاسة والعمل على استكمال بنود طاولة الحوار التي انبثق منها إعلان بعبدا. لكن هل ثمة استعداد لتنفيذ بند واحد من بنود الإعلان الـ17؟ أو طرح مسألة الإستراتيجية الدفاعية".
هي الفرصة الأخيرة لكن هل أدرك باسيل أن الحوار لا ينتج حكومة إنما هو مكمل لعملها؟. "الواضح أن لا أحد من أي من الكتل النيابية مستعد لتلبية الدعوة وقد تكون هذه المقاطعة إنتكاسة إضافية لعهد الرئيس ميشال عون ونهاية عهد باسيل السياسي محليا ودوليا". تختم المصادر.