ترأس "لقاء الجمهورية" وابرق الى سلمان وروحاني، سليمان: هناك فرصة لفصل أزمة لبنان عن أزمات المنطقة
اكد الرئيس العماد ميشال سليمان ان "الف باء" حماية لبنان يكمن في تحصينه وابعاده عن سياسة المحاور، وهذا التحصين الذي يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية، يُستكمل بتشكيل حكومة تدير شؤون البلاد وتعمل بجدية على انهاء التراكمات التي تُرهق المواطن اللبناني وتسلب منه ابسط حقوقه المعيشية.
وشدد سليمان خلال ترؤسه "اللجان التحضيرية" في "لقاء الجمهورية" على ضرورة استكمال الجهود كافة، حتى انتخاب الرئيس في اسرع وقت ممكن، معتبراً ان الجو اللبناني الايجابي والمعطيات الخارجية عربياً ودولياً، يسمحان بانقاذ لبنان عبر فك الرباط بين ازمته وأزمات المنطقة.
إلى ذلك، بحث الرئيس سليمان للاوضاع العامة مع النائب عمار حوري، وابرق الى الملك سلمان بن عبد العزيز معزياً بوفاة الامير بندر بن فيصل بن عبد العزيز، كما ابرق الى الرئيس الايراني حسن روحاني معزياً بوفاة السفير السابق لدى لبنان غضنفر ركن ابادي.
حوار مع "إرنا" - وكالة الانباء الايرانية
أعرب الرئيس العماد ميشال سليمان في حوار مفصل مع وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، عن اطمئنانه لـ"الوضع الأمني في لبنان، على الرغم من التفجيرات"، جازما ان الإرهاب "لا يستطيع أن يقيم إمارات أو قواعد على الأراضي اللبنانية، فهم مرفوضون من معظم البيئات في لبنان، وخصوصا البيئة السنية المعتدلة، وهذا ما يسهل انكشافهم وإلقاء القبض عليهم وتفكيك شبكاتهم".
وتحدث الرئيس سليمان عما يسميه "التماسك الوطني ضد الإرهاب في لبنان وعن دور عظيم ومهم تؤديه الأجهزة الأمنية في تعقب هؤلاء وتفكيك خلاياهم"، مطالبا بـ"التوجه الى مجلس النواب لانتخاب رئيس"، مستشهدا ب"تجربة انتخاب الرئيس سليمان فرنجية في سبعينيات القرن الماضي وفوزه بفارق صوت واحد"، مؤكدا "ضرورة إنهاء الفراغ وإلغاء هذا الوضع الشاذ لأنه يؤسس لأزمات عديدة، أبرزها التمديد للمجلس النيابي والأزمة الرئاسية".
ورحب الرئيس سليمان بمبادرة الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله التي أطلقها مؤخرا بهدف الوصول الى تسوية سياسية شاملة في لبنان، وقال :"ان هذه المبادرة كان يجب أن تحصل منذ زمن حتى يتم حل الأمور، لكن الأهم يبقى انتخاب رئيس للجمهورية".
ورأى سليمان "ان المبادرة تتطلب إجابة عن أسئلة عديدة حول كيفية إنجاز قانون الإنتخاب وكيفية تشكيل الحكومة ووفق أي مبدأ؟ والإتفاق على المبادىء في موضوع انتخاب الرئيس، معرباً عن اعتقاده بـ"أن المبادرة ستخلق جوا إيجابيا باتجاه الحل".
واذ لم ينف سليمان الاختلاف مع "حزب الله""، تمنى "أن تكون العلاقة جيدة"، معتبرا "ان الإختلاف حول إعلان بعبدا هو السبب، والعلاقة ازدادت سوءا بعد رفض "حزب الله" إدراج الإعلان في البيان الوزاري".
واعتبر سليمان "إعلان بعبدا الذي يتضمن اعتماد سياسة التحييد بمثابة الإنجاز الكبير له في ختام ولايته الرئاسية، والذي يعتبر انه في حال تنفيذه فإنه يضمن تحييد لبنان عن صراعات المحاور الخارجية"، معربا عن أمله بـ"أن تتوج مبادرة السيد نصرالله بعودة "حزب الله" من سوريا.
وفضل سليمان "الإتكال على الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب"، مشيرا الى ان حان الوقت ليكونوا جديين تحت مظلة الأمم المتحدة"، معتبرا "ان المطلوب تنظيم جيوش مشتركة أساسها عربي لتحارب داعش حتى اقتلاعها من أساسها"، معربا عن تفهمه "موقف روسيا"، مشددا على ضرورة محاربة تنظيم "داعش" الذي يشكل عدوا للحضارة.
وذكر "ان موقفه منذ البداية كان حل الازمة السورية سياسيا وانه أبلغ أطرافا دولية رأيه القاضي بأن يبقى الرئيس الأسد في السلطة الى حين انتهاء ولايته وان الإنتخابات هي الكفيلة بحسم الحلول"، معتبرا "ان تداول السلطة ضرورة في هذه المنطقة وفي كل بلدانها من دون استثناء".
واستشهد سليمان في خلال الحوار بتجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المجال، مشيدا بالقيادة الإيرانية، واصفا الرئيس روحاني ب"أنه رجل الحوار والحكمة والمنطق، بدليل انه استطاع إنجاز الإتفاق النووي"، مؤكدا "ضرورة الحوار بين طهران والرياض، فلا يمكن أن نكون دولا مجاورة تربطنا عقائد مشتركة وثقافة وأديان سماوية ولا نلجأ الى الحوار لحل خلافاتنا"، واضعا الخلافات "في إطار التوترات المرحلية التي سرعان ما تنتهي مفاعيلها عند الشروع بالحوار بين الطرفين"، مقللا من أهمية وقيمة "من يحاول وضع إيران في خانة العدو للعالم العربي"، معتبرا "ان هذا الكلام انفعالي ولا أسس له لدى الشعوب العربية"، واصفاً إيران بـ"البلد المهم والكبير في المنطقة"، و"يجب أن تلعب طهران دورا أساسيا في استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط".
واذ رحب بتطوير العلاقات الإيرانية اللبنانية، لفت الى زياراته الاربع الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اعتبر "ان الإتفاقات الإقتصادية التي وقعت بين البلدين ستكون ذخيرة مفيدة للبنان في المستقبل، خاصة مع إلغاء العقوبات الدولية عن الجمهورية الاسلامية الإيرانية"، نافيا "أي عرض قدمته إيران لتسليح الجيش اللبناني".
وبالنسبة للهبة السعودية للجيش اللبناني، ابدى سليمان اطمئنانا حول مصيرها على الرغم من تأخر الدفع، واضعا "التأخير في خانة الإجراءات اللوجستية الطبيعية"، مضيفا "ان هذه الهبة تحتاج لوقت، وان الجيش اللبناني يريد سلاحا جديدا ما يساهم في تأخير تسليم الأسلحة المطلوبة، معلنا "ان السفير السعودي في بيروت يقول ان الهبة ماشية والرئيس الفرنسي يؤكد هذا الأمر ايضا على اعتبار ان الهبة تنص على وصول الأسلحة من فرنسا حصرا".