سليمان يُطلق الأحد "لقاء الجمهورية" لتبقى "الدولة أولاً " "الوثيقة الوطنية" نتاج نقاشات 115 شخصية تعزز أسس الدولة
عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاحد المقبل في 6 كانون الاول الجاري، يطلق رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان من قصر المؤتمرات في ضبيه "لقاء الجمهورية"، وهو "تجمع سياسي يهدف الى تعزيز أسس الجمهورية، وايجاد الحلول للقضايا المتعثرة في الدستور والقوانين والمؤسسات والاقتصاد والحياة العامة".
بعد شهرين من انتهاء ولايته باشر الرئيس سليمان سلسلة اجتماعات بدأت فردية وتحولت جماعية، مع مجموعة متنوعة من العاملين في الشأن العام وشخصيات من مجالات متعددة، ومن مختلف المناطق والطوائف تؤمن أولا بـ"اعلان بعبدا" "لمناقشة الازمات والعثرات والمشكلات الاساسية التي يعاني منها البلد منذ الاستقلال وحتى اليوم، من الاحتلال الاسرائيلي الى التسلح الفلسطيني ودخول الجيش السوري وخروجه وغيرها، وركزنا على المحطات الاساسية التي حصلت بين العامين 2005 و2015 لأنها مرحلة تحرر لبنان من اي وصاية، وناقشنا الايجابيات والسلبيات، وكيف تقبل الشعب اتفاق الطائف، وكيف تفاعل مع العقد الاجتماعي الذي نسير عليه، وكيف تصرف خلال الاحداث الاقليمية من الربيع العربي الى الحرب السورية. واستخلصنا الاهداف التي يجب ان نعمل عليها لكي نعلنها اولا، ثم نحاول تطبيقها بطرق متعددة منها: تشكيل مجموعات ضغط، والمشاركة والحضور السياسي في مراكز القرار، الاتصال بالمرجعيات السياسية، مواكبة السلطات الدستورية في عملها، الاصرار على المحاسبة وفتح الملفات للمساءلة، عقد مؤتمرات وطاولات مستديرة وورش عمل، وربما تحركات ميدانية" على ما اوضحه سليمان، ومؤكدا أن "هدفنا تعزيز الجمهورية، ومحاولة بناء دولة قوية واحدة، والانتهاء من الدويلات".
اجتمعوا من 8 و14
يضم "لقاء الجمهورية" نحو 115 شخصية من مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والدستورية والقانونية والاعلامية ومن هيئات المجتمع المدني، وممثلين عن الاغتراب وعن احزاب وتيارات سياسية، وشبابا وضباطا متقاعدين، من مختلف المناطق والمذاهب والاعمار، تجمعوا ليناقشوا أهداف الجمهورية، ووضعوا رؤيتهم وطرحوا الحلول، بعضهم واظب وشارك في الاجتماعات وأعطى من خبرته السياسية والنيابية وسيبقون اصدقاء للقاء مثل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وبعضهم الآخر اعضاء مثل الدكتور ايلي يشوعي، وأسعد نكد، وشادي كرم، وفؤاد زمكحل، وغابي تامر، وجاك صراف، ووزراء فريق الرئيس سليمان حصرا وغيرهم، عقدوا 5 جمعيات عمومية و15 اجتماعا مصغرا، وشكلوا لجانا مصغرة عملت مدى ستة اشهر لتصل الى"الوثيقة الوطنية للقاء الجمهورية". ويلفت سليمان الى ان "هذا اللقاء سيجمع اشخاصا قريبين من 8 و14 آذار، التقوا على الأهداف التي لم يكن باستطاعتهم الالتقاء حولها قبلا بسبب تياراتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية، وتوصلنا في هذا اللقاء للاجتماع معهم على اهداف واحدة. وأتت الوثيقة ثمرة النقاش بأفكار لم تتبناها الجهة السياسية او الطائفية التي ينتمون اليها".
وتعرض الوثيقة للمحطات الكبرى والمشكلات التي يتعرض لها لبنان والعقبات التي تعيق تسيير الامور فيه، وتطرح الحلول لمحاولة اخراجه من الازمات التي يمر بها، وأخطرها ازمة الفراغ الرئاسي. وتنقسم الى اجزاء عدة تتناول: محطات مهمة منذ العام 2005، نبذة تاريخية عن المحطات الاساسية منذ العام 1943، استنتاج رؤية وتطلعات، أهداف لقاء الجمهورية، واسلوب العمل لتحقيقها.
سليمان: سندعم الرئيس كائنا من كان
ماذا سيزيد هذا اللقاء من قيمة مضافة الى الساحة السياسية المليئة بالاحزاب، وهل سيتعاون معها؟ يجيب سليمان ان "اللقاء يضم نخبة من الشخصيات المعروفة باتزانها وانتمائها الوطني، تجمعهم رغبة مشتركة للعمل والمطالبة بأمور تحقق قيام الدولة. وبالطبع سنتعاون مع الاحزاب التي ترغب، ونحن منفتحون على الجميع". وعن امكان ان يتحول اللقاء الى حزب سياسي ويشارك في الانتخابات أجاب: "حتى الان هو ليس حزبا بل جمعية سياسية، ويمكن ان تتحول حزبا. المهم ايصال الصوت. وعند كل محطة او تطور سيكون لنا موقف، وفي السياسة سنكون حيث يجب ان نكون. لناحية المشاركة في الانتخابات الامر يتعلق بالقانون الذي ستجري على اساسه اولا، وبتوافر الامكانات المادية اللازمة لتركيب ماكينة انتخابية ثانيا. وفي الوثيقة نحن ملتزمون قانون النسبية مع المحافظة على المناصفة".
وهل هو استمرار للخط والنهج الوسطي الذي اتبعه خلال ولايته؟ يؤكد: "بالنسبة لي هو استمرار للقسم على الدستور وهذا لا ينتهي. انتهت الولاية لكن القسم مستمر. انا اريد الحفاظ على الدستور، وأرى الانتهاكات بحقه والتعرض له و"التمسيح" به. انا اطلق مواقفي دائما ولكن اللقاء سيكون اطارا اكبر لها، ولتشجيع الآخرين للتكلم ايضا وعرض الآراء". وهل يعمل الآن ما لم يتمكن منه في الرئاسة؟ "كلا، بل ما استنتجته من خبرتي السياسية والامنية، اضافة الى كل ما يلزم اجراؤه سواء سبق ان بدأته او لا، وانطلاقا من مسؤوليتي كرئيس سابق، ومن واجبي في المساعدة على بناء الجمهورية". وإلى اي حد سيكون وسيلة لاستمرار وجوده على المسرح السياسي؟ "أستمر بالحفاظ على القسم والدستور. بالنسبة لي كل الادوار السياسية اصبحت وراء ظهري، لكن اذا اراد المشاركون ان يلعبوا ادوارا فسأكون الى جانبهم وأدعمهم".
وختم بحرص "اللقاء" على "دعم رئيس الجمهورية، كائنا من كان، وعندما يخطئ سنقول له، والصواب سيجده في الوثيقة. الشخصيات المشاركة فيه مقتنعة باعلان بعبدا وبمبدأ الحياد، ولبنان لا يمكن المحافظة عليه الا بالحياد. وأي رئيس جمهورية سينتخب، عليه ان يمشي بالحياد وإلا لن يمكنه ان يحكم، والفريق الذي سبق ان رفض التحييد عن الصراعات هو الذي سيعود ويطلبه".