الرئيس الناجح والمحترم هو الرئيس الذي يطمع المواطن في شكره ، بعد ان يترك السلطة ، لا عندما يدخل جنتها .
فخامة الرئيس السابق ميشال سليمان
كاللؤلؤ الذي لا تجده الا في صدفة من عشرات الاصداف ، هكذا هو لبنان ، وبعكس الدول العربية الاخرى تجد في صدفته رؤساء جمهورية سابقين ، وهذا من مصادر غناه رغم الفقر الذي يعانيه شعبه .
لم اعرف فخامة الرئيس ميشال سليمان الا من خلال من عرفوه ، الى ان زرته برفقة صديق عزيز مشترك ، لأفتح صدفة ابهرتني لؤلؤتها .
لن اطيل الكلام عن فخامته ، مع انه بلياقته وحسن استقباله وحواره اطال الزيارة لاكثر من ساعة ونصف من الرياضة العقلية التي يتقنها ويغري السامع والمحاور بممارستها .
كبير من غير تكبر ، وشفّاف بعيد عن التشفي ، اذا تكلّم عن تجربته في الحكم ، اثنى على الوطنيين دون اطناب ، وانتقد اخطاء السياسيين دون اسفاف .
لا ينتمي الى منظومة جنرالات العالم الثالث ، يحترم الدولة دون ان تغريه السلطةً، فيتركها دون ان ينسى انه لا زال راعيا ومسؤولا عن رعيّة .
عميق المعرفة بتركيبة لبنان ، وبعدم جواز طغيان مكوّن على اَخر ايا كان المبرر .
دخلت اليه بإنطباع كنت اعتقده كافيا لرسم صورته ، فخرجت متأكدا انه قامة وطنية ، محاورمن طراز رفيع ، هادئ على موقف ثابت ، يغريك بالاستماع له ويغريك بالكلام متهيبا تحليل ما يقول .
مؤمن بقوة شرعية الحاكم ودستورية تصرفه ، كما تؤكد صورة الرئيس فوأد شهاب المتقدمه على غيرها في صدر مكتبته ، محفورة على زجاج دون اطار كأنها تقول لك ان شرعية الحاكم محفورة على زجاج الشرعية الدستورية ، لا تقبل الكسر او حتى الخدش .
ليس ما اكتب مديحا ولكن الثابت انني بقيت على نفس الموقف منه عندما دخلت لزيارته ، بأن الرئيس الناجح والمحترم هو الرئيس الذي يطمع المواطن في شكره ، بعد ان يترك السلطة ، لا عندما يدخل جنتها .
وهيب فياض.